الصفحة الرئيسية » » مقدمه في التصميم المعماري

مقدمه في التصميم المعماري

كتب الموضوع بواسطة Unknown on الأحد، 9 أكتوبر 2011 | 6:22 م

التصميم المعماري و الكمبيوتر
مقدمة
افاق جديدة للتصميم المعمارى
احدث دخول الكمبيوتر فى مجال التصميم المعمارى تغييرا كبيرا و كان من الضرورى اعادة النظر فى ماهية التصميم المعمارى و الانشطة التى يتضمنها. و تلى ذلك اعادة النظر فى كل مسلمات التصميم المعمارى و تكوين رؤية جديدة للتصميم المعمارى فى ضوء وجود الكمبيوتر.
يتأثر كل شخص مشارك فى التصميم المعمارى بدخول الكمبيوتر فى المهنة. و قريبا سيكون اغلبنا من مستخدمى الكمبيوتر يوميا. لذلك من الضرورى ان يتوافر فهم عام لافكار و تقنيات العمارة بمساعدة الكمبيوتر. مهنة التصميم يجرى لها تحول و يجب على كل من يشاركون فيها - من الطالب الى المسئول - ان يشاركوا فى هذا التحول. فنحن بصدد الدخول فى افاق جديدة.
هناك ادوات جديدة تدخل مجال مهنة العمارة و جميعها تعتمد على تقنيات المعلومات و الكمبيوتر. و الكمبيوتر ليس فقط اداة جديدة تضاف الى الادوات التقليدية التى كنا نستخدمها فالكمبيوتر سوف يغير كيف نرسم و كيف نصمم و كيف نرى المعلومات. هذه الادوات الجديدة لديها امكانيات ان تجعل العمل المعمارى اكثر انتاجية و لكن ما هو اهم انها تغير الطريقة التى نصمم بها. و لم يطرأ على مهنة التصميم مثل هذا التغيير السريع من قبل و هى خطوة كبيرة ان يبدأ استخدام اداة جديدة مثل الكمبيوتر فى التصميم المعمارى.
لايشعر اى شخص بالراحة عندما يجلس امام الكمبيوتر للمرة الاولى و الامر يتطلب بعض الوقت للتعود عليه و وقت اكثر لكى نكون منتجين به. و الصعوبة الكبيرة هى التغلب على الخوف من ان طريقة عملنا سوف تتغير بطريقة كبيرة و دائمة. فعندما نمضى سنوات نتعلم عمل شئ ما بطريقة معينة فان تعلم طريقة جديدة تماما يمكن ان يكون مخيفا و مفزعا. فنحن نتوقع ان المهارات التى تعلمناها سوف تصبح غير ذات فائدة او اننا لن نتمكن من تعلم الطريقة الجديدة و الغريبة علينا. و بالطبع استخدام الكمبيوتر فى الرسم و التصميم مختلف تماما عن استخدام الورقة و القلم التى تعودنا عليها لمدة طويلة.
و بعد التغلب على التخوف الاولى نجد ان استخدام الكمبيوتر فى الرسم و التصميم هو مماثل لما كنا نفعله من قبل او ربما اقرب الى الطريقة التى نفكر بها عن الطرق التقليدية التى كنا نتبعها من قبل. و فى الحقيقة انه كلما استخدمنا مهارات التفكير التى نعرفها و نضيف اليها المهارات الجديدة التى يوفرها الكمبيوتر فسنجد متعة و فائدة اكثر فى استخدام الكمبيوتر. و كلما طبقنا مهارات استخدام الكمبيوتر بطريقة صحيحة نجد انه يساعدنا فى ان ننتج افضل و اسرع. فهو يوفر وقت التكرار و يزيد من الدقة و يعالج اخطاء الرسم و يمكننا من انتاج دراسات تصميمية فى يوم واحد ما كنا ننتجه فى اسبوع. و هو كأى اداة يمكن ان تستخدم بطريقة صحيحة او بطريقة خاطئة.
ما زال استخدام الكمبيوتر فى التصميم المعمارى يمثل تحديا كبيرا للعديد من المصممين. و هم يبالغون فى تقدير احتمالات ما سوف يحدث فى اتجاهين: البعض يرى فيه تهديد لمستقبلهم و يعتقدون ان الكمبيوتر سوف يتفوق على مقدراتهم التصميمية و بذلك يصبحون بلا عمل بينما يعتقد البعض الاخر فى الكمبيوتر صفات سحرية و يعتقدون ان اى بيانات يتم ادخالها فى الكمبيوتر سوف تظهر فى شكل معلومات دقيقة و مؤكدة و يتصرفون كما لو ان المعلومات المنتجة موثوق بها لانها مرت عبر الكمبيوتر. و لكن فى الحقيقة الكمبيوتر يعتمد اساسا على المستعمل و البيانات التى يتم ادخالها فيه فاذا كانت مناسبة اصبحت المعلومات المنتجة مفيدة و اذا كانت غير مناسبة اصبحت المعلومات المنتجة غير مفيدة. (Garbage in, garbage out.)
و هناك رؤية اخرى تلقى تأييدا واسعا و هى ان الكمبيوتر يحط من قدر انسانية الانسان و انه سوف يمحو انسانية كل من لهم صلة به. و هناك بعض الصواب فى تلك الرؤيا اذا تركنا الامور للحذر الشديد او للتأييد الجارف لتحدد وجهة نظرنا تجاه الكمبيوتر.
اذا تمكننا من عمل تقدير واع لما يستطيع الكمبيوتر عمله و ما لا يستطيع عمله بالمقارنة مع العقل البشرى و اذا تمكننا من تصميم الكمبيوتر بحيث يتعامل بكفاءة اكثر مع العقل البشرى و بدلا من تغيير الامور الى الاسوء فانه يمكن للكمبيوتر توفير وقت و حرية اكبر للانسان.
الكمبيوتر و التصميم المعمارى
يقوم المصممون بعمل اشياء عديدة لا يستطيع الكمبيوتر القيام بها. بعض هذه الاشياء عادات غير مرغوب فيها يستطيع الكمبيوتر تصحيحها فى حين ان بعضها الاخر اساسى لعملية التصميم و لا يمكن الاستغناء عنها و اذا اردنا ان يخدم الكمبيوتر عمليات الابداع و الابتكار فى التصميم يجب علينا النظر فى هذه الاشياء و دراستها.
يثير استخدام الكمبيوتر فى العمارة الكثير من الجدل حول تأثيره على التصميم المعمارى و على مهنة العمارة ككل. و يتحفظ الكثيرين على استخدام الكمبيوتر فى التصميم المعمارى على اساس انه يؤثر على العملية الابداعية و قدرات المهندس المعمارى على الابداع و الابتكار. بل ان البعض يتخوف من ان يحل الكمبيوتر محل المهندس المعمارى و ان يتم الاستغناء عن المهندس المعمارى تماما. فما هو اساس هذه المخاوف وما مدى صحتها؟ و ما هو تأثير الكمبيوتر على التصميم المعمارى و على العملية الابداعية فى التصميم و على مهنة العمارة ككل؟
يركز هذا الفصل على التصميم المعمارى باستخدام الكمبيوتر و تاثيره على الجوانب المختلفة لعملية التصميم و كيفية استيعاب الكمبيوتر فى العملية التصميمية و المفاهيم الواجب تغييرها فى مجالات التعليم المعمارى و ممارسة المهنة لتحقيق اقصى استفادة من الكمبيوتر وكذلك الاجراءات الواجب اتخاذها لاستيعاب استخدام الكمبيوتر فى التصميم المعمارى سواء فى التعليم المعمارى او العمل المعمارى.
و اهمية الموضوع تنبع من وجود تغيير شامل يحدث الان فى جميع مجالات الحياة نتيجة ظهور و استخدام الكمبيوتر. فالكمبيوتر هنا ليبقى و لا مجال للتغاضى عن وجوده او تصور انه ظاهرة سوف تختفى بعد قليل. انه مرحلة جديدة من مراحل تطور الانسانية و مظهر اساسى من مظاهر عصر المعلومات الذى نعيش فيه.
ظهور الكمبيوتر فى مجال العمارة
اجبر الظهور القوى و التطور السريع للكمبيوتر و دخوله فى جميع مجالات الحياة اعادة التفكير فى كثير من الامور التى كانت مأخوذة كبديهيات او كمسلمات. و من اهم هذه المسلمات فى مجال العمارة هو التصميم المعمارى و ما يحتويه من اسس و طرق و نظريات و خبرات و تدريس و ابداع و خلافة، حيث يعتبر التصميم المعمارى هو الركيزة الاولى و الاساس فى كل ما يتعلق بمهنة العمارة و الهندسة المعمارية. فالتصميم هو اكثر المواد الدراسية اهمية فى التعليم المعمارى و يحتل اكبر مساحة من الجداول الدراسية و يتم تخصيص اكبر قدر من الدرجات للتصميم المعمارى. و فى مجال ممارسة المهنة يشتهر المعماريون بتصميماتهم و تطرح المسابقات للتصميم المعمارى و يستدعى اشهر المصممين للقيام بتصميم المشروعات الكبرى. و مع دخول الكمبيوتر فى المجال المعمارى انكشف الستار عن خفايا و اسرار هذا الجانب الهام من العمارة الا و هو "التصميم المعمارى".
مراحل تطور التصميم المعمارى بمساعدة الكمبيوتر
مر استخدام الكمبيوتر فى العمارة بمراحل متعددة بدأت مع تطور انظمة الكمبيوتر و زيادة سرعتها و امكانية انتاجها بأسعار معقولة. و ظهرت العديد من اجهزة و برامج الكمبيوتر التى تتعامل مع طرق الرسم المختلفة و التى تخدم العديد من المجالات التى تتعامل بالرسومات. و لما كان المنتج النهائى للتصميم المعمارى يظهر فى شكل رسومات كان الاعتقاد السائد ان تلك الاجهزة و البرامج تفى بالغرض و يمكن ان تحل محل الادوات التقليدية للتصميم حيث ان المنتج النهائى هو نفسه الذى يمكن الحصول عليه بأستخدام الكمبيوتر.
المراحل الاساسية فى تطور نظم التصميم و الرسم بمساعدة الكمبيوتر
1960    الاهتمام بالتمثيل المرئى لعناصر يتم تصميمها
1970    الاهتمام بعمل نماذج للعناصر لتخدم التمثيل المرئى
1980    الاهتمام بأدوات التحليل
1990    الاهتمام بأستخدام طرق مبنية على استخدام الكمبيوتر للمساعدة المباشرة فى اتخاذ القرارات التصميمية
التصميم، سواء بمساعدة الكمبيوتر او بدونه، يتم فيه تحويل وصف يتم التعبير عنه بمصطلحات وظيفية الى وصف يتم التعبير عنه بمصطلحات بنائية. الوظائف هى متطلبات و مواصفات و اهداف و جزء من التصميم يتضمن تحديد هذه الوظائف، اما البناء فهو مجموعة من العناصر و علاقتهم ببعضهم البعض التى يصنع منها الشئ المراد. و حين ننظر الى وصف البناء فقط لا نجد دلائل واضحة عن الوظيفة و حين ننظر الى الوظائف فقط لا نجد دليلا واضحا عن البناء. و خبرة المصمم هى التى تمكنه من تحويل الوظائف الى بناء. لذلك تم اقتراح ان يتم تحويل كل من الوظيفة و الانشاء الى شئ آخر مشترك بينهم و هو السلوك behaviour فيتم تجزئة الوظيفة الى سلوكيات متوقعة و اذا تم تحقيق هذه السلوكيات فى البناء فتكون الوظيفة قد تحققت و من البناء يمكن استنتاج السلوك و هذا ما ينطبق عليه المنهج الاستقرائى التحليلى.
وصف التصميم المعمارى بمساعدة الكمبيوتر
و لما كان من الصعب وصف التصميم لانه يتضمن الكثير من العناصر غير الملموسة مثل التخيل و الاحساس و الابداع، كان التصميم المعمارى يشبه بالصندوق الاسود The Black Box الذى لا يظهر محتوياته و لا تفاصيله. و بدأ الاحتياج لتغيير هذا التشبيه لفهم ماهيته و نشاطاته، لذلك تم تشبيه التصميم بالصندوق الزجاجى The Glass Box الذى تظهر محتوياته و مكوناته.
التصميم كالصندوق الزجاجى بدلا من الصندوق الاسود
يبدأ التصميم الفعلى لمشروع ما بفرد او مجموعة افراد يقومون باستحداث افكار لتغيير البيئة المادية و تقديمها فى شكل يناسب التنفيذ. و يبدأ التصميم عندما يبدأ فرد او مجموعة افراد فى التفكير بمشروع مثل مبنى او فراغ مفتوح او شئ يراد تصميمه. و يتضمن التصميم مرحلة اعداد الرسومات التنفيذية للمشروع و تسليمها للمقاول المنفذ. و توضح الرسومات التنفيذية للمقاول كيفية بناء المشروع. و تتضمن كذلك مرحلة مناقشات بين المصمم و المقاول لاجراء تغغيرات فى التصميم لمقابلة المشاكل التى تطرأ اثناء التنفيذ. , ينتهى التصميم عادة عندما يتم البناء. و يقسم المصممون التصميم الى المراحل التالية: برنامج - تصميم ابتدائى - تصميم نهائى - رسومات تنفيذية - اشراف على التنفيذ.
و بالرغم انه من الصعب وصف التصميم لانه يتضمن الكثير من العناصر غير الملموسة مثل التخيل و الاحساس و الابداع، الا ان الكثيرين حاولوا تعريف التصميم فى ضوء وجود الكمبيوتر. فيما يلى بعض التعريفات التى طرحت للتصميم المعمارى و التى تتناسب مع استخدام الكمبيوتر فيه:
التصميم هو حساب المعلومات الموجودة فى الاشكال اللازمة للقيام بتصنيع او انشاء الاشياء. و هذه المعلومات عادة تحدد اشكال الاشياء (الاقطاب و الاركان و المسطحات و الحجوم) و ابعادها و زواياها الخ. و قد يوجد كذلك رموز مصاحبة للاشكال لتحديد انواع المواد و الخواص الاخرى للاشكال. و تأخذ العملية التصميمية اشكالا مختلفة حسب الظروف المحيطة و لكن عادة ما تكون عمليات الحسابات كتغيير او اضافة الاشكال فى الرسومات ذات البعدين او المجسمات ذات الثلاث ابعاد. قد يبدو هذا التعريف مبسطا و مجردا بدرجة تدعو الى الاستياء حيث انه لا يدع مجالا للعملية الابداعية فى التصميم. و لكننى اجادل فى هذه الورقة البحثية انه من خلال أتخاذ رؤية حسابية للتصميم يمكن ان نستوضح اين تتدخل العملية الابداعية فى التصميم و لماذا نتخذها على انها جزء ثانوى فى العملية التصميمية. و بالاخص ما هو دور الغموض و عدم الاستمرارية فى تفسير الاشكال و عدم الاستقرار على قواعد حساب الاشكال و عدم توحد اساليب المنطق الناقد فى تحديد ما اذا كان التصميم قد اكتمل او اصبح مناسبا؟
الطريقة التقليدية التى يقوم المعماريون بأستخدامها لتطوير و وصف تصميماتهم خلال ال400 سنة الماضية كانت الرسومات الخطية. حيث يبدأ التصميم عادة بفكرة ابتدائية يتم رسمها بطريقة الرسم الحر sketch على شفافات ثم يتم تعديلها و تطويرها عدة مرات عن طريق الكروكيات. و احيانا لا توصل هذه الطريقة الى اى نتيجة مرضية فيتم استبعاد الفكرة و العودة الى المراحل الاولى من التصميم مرة اخرى او يتم اقتراح فكرة جديدة و هكذا. و يمكن اعتبار هذه الطريقة على انها عملية حسابات computations تظهر بوضوح من خلال الطريقة التى يستخدمها المصممون فى شف المعالم الاساسية للافكار من خلال الورق الشفاف التى يظنون انها ينبغى الا تتغير اثناء تطوير الافكار ثم اعادة رسم تلك الاجزاء التى يظنون انها يجب ان تتغير و خاصة فى مراحل التصميم الاولى. و يمكن اعتبار هذا الاسلوب ذو طبيعة استكشافية. فبظهور اشكال معينة فى نفس الوقت على نفس الورقة فى تنظيم معين يمهد لظهور امكانيات فى التصميم لم تكن معروفة للمصمم من قبل. و هذا الاسلوب يمكن اعتباره اسلوبا بنائيا فى التفكير اى يتم تطوير الافكار بناء على افكار اخرى للوصول الى الفكرة المرضية.
التصميم المعمارى التقليدى
تتضمن عملية التصميم المعمارى عدة مراحل كما اقترحها لاسو (Laseau): تطوير البرنامج، التصميم الاولى، التصميم الابتدائى، تطوير التصميم، مستندات التنفيذ، رسومات التنفيذ، التنفيذ. و فى حين يبدو هذا التحديد مناسبا فى فهم مراحل التصميم و لكن لكى نتمكن من تطوير طرق جديدة للتصميم نحتاج الى تقسيم التصميم الى انواع مختلفة. و من المناسب ان نحدد ثلاث انواع على الاقل، كما اقترحهم جيرو و ماهر و زانج (Gero, Maher, and Zhang): التصميم التقليدى، التصميم الابتكارى، و التصميم الابداعى. و من خلال تقابل الانواع المختلفة بالمراحل المختلفة للتصميم يمكن ان نحدد مستويات التصميم. ..... و يمكن من خلال تحديد تلك المستويات تفهم مدى تعقيد عملية التصميم و تحديد نقاط البحث التى لم يتم معالجنها فى هذا المجال. فالبرامج المساعدة للتصميم المتوفرة تجاريا تساعد فقط انواع التصميم التقليدية. و مكن الخطأ الاعتقاد بأن اى برنامج بذاته او وحده يمكن ان يوفر كل متطلبات عملية التصميم. فكل مرحلة من مراحل التصميم تتطلب انواع مختلفة من البرامج المساعدة.
الرسم و التصميم المعمارى بمساعدة الكمبيوتر
و تتعدد التسميات التى تهدف الى تحديد المجال الذى يتم التعامل معه. و فى مجال الهندسة المعمارية تستخدم عدة اصطلاحات للاشارة الى مجال استخدام الكمبيوتر فهناك CAD و CAAD و CADD و CAADD. و هى تشير الى ما يلى:
C تشير الى الكمبيوتر Computer
A الاولى تشير الى المساعدة Aided
A الثانية تشير الى العمارة Architecture
D الاولى تشير الى الرسم Drafting
D الثانية تشير الى التصميم Design
و الرسم بطبيعة الحال مختلف عن التصميم. فالرسم هو وسيلة التعبير عن التصميم و الرسم هو نسق عملى مقنن يتبع اسس و اساليب محددة للتعبير و يتطلب دقة عالية. اما التصميم فهو نسق فكرى لتصور و تسجيل المشروع و يتضمن الرسم بطبيعة الحال. و التصميم يتضمن العديد من الانشطة الاخرى التى لا يتم التعبير عنها بالرسم. و التعبير الدارج CAD يرمز عند اغلب الناس الى الرسم بمساعدة الكمبيوتر و لكن بالنسبة للعمارة فهو يعنى التصميم بمساعدة الكمبيوتر. و اذا كان الرسم هو الاداة المعمارية الاولى للتعبير عم التصميم فان التصميم يظهر فى صورة رسومات و لكن الرسومات ليست هى الهدف بل هى الوسيلة للتعبير عن التصميم.
و هناك ايضا فرق بين التصميم بمساعدة او باستخدام الكمبيوتر. فعندما نقول التصميم باستخدام الكمبيوتر نعنى ان التصميم يتم بالطرق التقليدية مع استخدام الكمبيوتر فى التعبير عنها. اما التصميم بمساعدة الكمبيوتر فيعنى ان للكمبيوتر دور اساسى فى العملية التصميمية و ان نسق التصميم يسير بطريقة مختلفة عن الطريقة التقليدية.
و تستفيد العديد من نواحى التصميم التى تعتمد على ادارة المعلومات و التى لا تعتمد على الرسم من استخدام الكمبيوتر. فالعديد من برامج معالجة الكلمات Word Processing و قواعد المعلومات Data Base و برامج الحسابات Spreadsheet و غيرها تفيد المجالات المختلفة فى اداء مهامها بكفاءة و سرعة.
كيف "يساعد" الكمبيوتر فى عمل الرسومات؟
فى لغة الكمبيوتر تسمى مجموعة من المعلومات المنظمة قاعدة معلومات و اى رسم معمارى هو مجموعة من المعلومات المنظمة التى يمكن تخزينها اليكترونيا كمجموعة من النقاط و الخطوط و الزوايا و ما الى ذلك التى تمثل الرسم. و يمكن البرنامج من استرجاع كل معلومة و تعديلها لانتاج رسم اليكترونى يمكن طباعته على الورق باستخدام انواع الطابعات المختلفة. و البرامج الجيدة توفر الجهد على المستعمل فى ادارة قواعد المعلومات و توفر مصطلحات بسيطة مناسبة للرسم. و تمكن البرامج المتقدمة المستعمل من تطوير و اختبار التصميم باستخدام قواعد و اسس يمكن تحديدها و تخزين التصميم فى اجزاء يمكن التعامل معها. و تمكن ايضا من مقارنة الرسومات مع بعضها البعض لاكتشاف اى مشاكل او عدم انسجام بينها. (مسارات الكهرباء و المياه مثلا) و هو ما يسمى بادارة المعلومات فى البعد الثالث.
المبادئ الاساسية للتصميم بمساعدة الكمبيوتر
ما هو الاختلاف بين التصميم بمساعدة الكمبيوتر و التصميم التقليدى؟
من الممكن استخدام الكمبيوتر لانتاج رسومات دون الاستفادة من امكانياته. و حتى العديد مستعملى الكمبيوتر المحنكين قاموا بتحويل مهاراتهم اليدوية فى الرسم التقليدى الى الرسم بالكمبيوتر فى حين تقدم برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر العديد من المميزات بطرق مختلفة مختلفة عن مهارات الرسم التقليدى. و من المهم تعلم كيفية الاستفادة الكاملة من تلك المميزات.
و فى ما يلى بعض المبادئ الاساسية التى تمكننا من التصميم بمساعدة الكمبيوتر بكفائة:
1- التصميم بالعناصر Design with Objects
الرسم اليدوى يعتمد على تقنيات رسم الخطوط التى تتضمن وضع الخط واحد تلو الاخر على الورق حتى يكتمل التصور المطلوب. و الخط الواحد يتكون من عدد لا نهائى من النقاط التى تحدد طوله و اتجاهه و سمكه و نوعه و لكنها لا تحدد مكانه فى الفراغ فالمعلومات الفراغية هى من صنع و استيعاب العقل البشرى وحده. و اسلوب وضع الخطوط يعتمد على عدد من القواعد مثل اتجاه الرسم و سمك القلم و نوع الحبر المستخدم و لكنه يظل خط واحد فى كل مرة. و ربما كانت هذه افضل وسيلة توصل اليها الانسان للرسم اليدوى. و يحمل كل خط معنى معين و يتكامل معنى الرسم بتكامل الخطوط.
الرسم يتم باضافة الخطوط و معنى الشكل يظهر من تكامل الخطوط
اما الرسم بالكمبيوتر فهو يعتمد على العناصر و ليس الخطوط. فكل ما هو موجود فى الرسم الاليكترونى عبارة عن عنصر سواء كان نقطة ام خط ام مستوى ام مكعب. و لكل عنصر المعلومات التى تحدد شكله و تحدد وضعه فى الفراغ. و استخدام العناصر بدلا من الخطوط يتيح امكانية عمل مكتبة رسومات Drawing Library و هى اجزاء يمكن الاستعانة بها فى تكوين الرسومات الجديدة. و هى مشابهة للاسطمبات المعمارية التى يتم الاستعانة بها فى عمل الرسومات اليدوية. و هو مايشير الى البناء الفكرى فوق ماسبقه بدلا من البدء من البداية فى كل مرة كما هو الحال فى الرسم التقليدى. فبدلا من تمضية الوقت فى اعادة رسم اجزاء سبق رسمها يمكن عمل نسخ منها و الاستمرار فى التصميم دون انقطاع. و باستخدام الرسومات السابقة فى تكوين رسومات جديدة يمكن عمل دراسات على مرادفات تصميمية جديدة بسرعة كبيرة. و هو ما يتيح استمرارية التفكير و اتصاله دون انقطاع بسبب الحاجة لاعادة الرسم.
استخدام مكتبات الرسومات فى تكوين اللوحات
2- الانتاج بالجملة Mass Production
الرسم اليدوى بالخطوط هو يعتمد على الاضافة - كل خط يضاف للخط الذى يسبقه. فالرسومات يتم عملها باضافة مجموعة خطوط الواحد تلو الاخر للوصول الى الشكل المطلوب. و حتى عمل النسخ من الرسومات السابقة يعتبر اضافة بوضع الشكل تلو الاخر.
الرسم بالكمبيوتر هو معالجة العناصر و ليس اضافة الخطوط لان الخط الواحد او الشكل يتم انتاجه اىعدد من المرات بجهد بسيط ابسط بكثير من اعادة رسمه و هو ما يتعدى مسألة اختصار الوقت فحسب. فالانتاج بالجملة للرسومات يتيح اعادة الانتاج الكاملة بكميات كبيرة و بدقة متناهية. مما يتيح انتاج رسومات كان من غير المستطاع او من غير العملى انتاجها فى السابق بالرسم اليدوى.
و الانتاج بالجملة له تاثير على التصميم. فامكانيات الكمبيوتر فى الانتاج بالجملة يشجع على استخدام العناصر عدة مرات و التكرار المتماثل للاشياء. حيث انه من السهل عمل نسخ من الاشياء بدلا من عمل اشكال جديدة مختلفة. ففى الواجهات مثلا من السهل عمل شباك واحد و تكراره بدلا من عمل اشكال مختلفة من الشبابيك. و الابتعاد عن الاشكال المعقدة التى ليس من السهل عملها على الكمبيوتر مثل الاشكال المنحنية.
انتاج الاشكل بالتكرار المتماثل بسرعة و سهولة
3- الطبقات و المجموعات Layers and Other Collections
عندما نريد ازالة او نقل جزء من الرسم اليدوى مثل غرفة مليئة بالفرش يجب ازالة كل جزء من تلك الغرفة واحدة تلو الاخرى و اذا اردنا ان نرى المسقط الافقى بدون فرش يجب علينا رسم نسخة اخرى بدون فرش. و الرسم بالكمبيوتر يتيح عمل مجموعات من العناصر و التحكم فيها من خلال عمل واحد. فيمكن عمل نسخة من غرفة مملؤة بالفرش فى غرفة اخرى او طباعة المسقط الافقى بالفرش او بدون فرش.
و عن طريق تجميع عناصر الرسم فى طبقات مختلفة يمكن الرسم و كأننا نستخدم عدة لوحات فى نفس الوقت. و اغلب برامج الكمبيوتر تتيح استخدام عشرات بل مئات من الطبقات للرسم و رؤيتها جميعا فى نفس الوقت او رؤية بعضها و اخفاء البعض الاخر و يمكن طباعة نفس الرسم باشكال مختلفة حسب الطبقات المختارة.
استخدام الطبقات فى عمل الرسومات
4- مستويات التصميم Cycles of Design
مثلما يقوم المصمم بالتحرك بين مستويات التصميم المختلفة من المقياس الصغير الى المقياس الكبير فان الرسومات المنتجة بالكمبيوتر يمكن ترتيبها بحيث تظهر المستويات المختلفة من التصميم. يمكن البدء بوضع الاجزاء البسيطة ثم تطوير تلك الاجزاء و عمل التفصيلات. و بما ان الرسم مصمم من تلك الاجزاء فان ذلك يوفر الكثير من رسم الخطوط.
المستوى الاول للتصميم: تحديد العناصر و المسطحات
المستوى الثانى من التصميم: دراسة العلاقات و عمل المرادفات
المستوى الثالث من التصميم: تطوير الحل المختار
عندما يتم عمل الرسومات من اجزاء متكررة فان عمل التغييرات المتكررة يتم بسهولة. و النتيجة ان هذه الطريقة اقرب لكيفية تفكير المصمم عن الرسم اليدوى. و النتيجة ايضا هى تحكم لا نهائى فى الرسم المنتج. و التمكن من العمل فى عدد من المستويات التصميمية فى نفس الوقت. و اذا ما تم استغلال هذه الكفاءة فيمكن الحصول على نتائج سريعة لتقييم التصميم.
تغيير الوحدة الاصلية لتقييم التصميم
5- استخدام المقياس الحقيقى Real-World Scale
الرسومات المعمارية التقليدية هى عرض او تمثيل لعناصر او اشياء كبيرة بمقياس رسم صغير حتى يمكن رسمها على لوحات مقبولة الحجم. و بعض الرسومات التنفيذية يتم رسمها بالمقياس الحقيقى الكامل. و نحن نقوم بالرسم بناء على مقياس رسم معين (1:20 - 1:50 - 1:100 - 1:200 و هكذا) و ذلك لكى نتمكن من رسم المبنى كاملا فى حدود مسطح لوحات معقولة.
فى حالة استخدام الكمبيوتر يتم التعامل مع جميع الرسومات بمقياسها الحقيقى فى الطبيعة و باستخدام اى وحدة قياس متعارف عليها (متر - قدم - سنتيمتر - بوصة - الخ). فقط عندما يتم عرض الرسومات على الشاشة او طباعتها يتم تقليص حجم الرسم لملائمة العرض المطلوب. و يتم العمل فى الرسومات او تعديلها بالمقياس الحقيقى.
و الرسومات ثنائية الابعاد تعتمد على استخدام محاور الاحداثيات الاساسية محور س الذى يمتد افقيا و محور ص الذى يمتد راسيا (X-axis & Y-axis). و لكل نقطة قيمة على المحور س و قيمة على المحور ص توضح علاقتها مع نقطة الاصل (0,0). اما الرسومات ثلاثية الابعاد فتتعامل مع محور آخر هو محور ع (Z-axis) الذى يمتد عموديا على مستوى الارض الى اعلى او الى اسفل. و طريقة الاحداثيات هذه تمكن الكمبيوتر من رؤية الرسومات على انها اشياء ذات مقياس حقيقى. و من الممكن اظهار اى صورة من اى زاوية رؤية يتم اختيارها.
و بالرغم من ان شاشة الكمبيوتر صغيرة بالمقارنة بمسطح اللوحات الا انه يمكن استخدامها بطريقة تليسكوبية لتكبير او تصغير اى جزء من الرسم بغض النظر عن مقياس الرسم. و فى الواقع ان فكرة مقياس الرسم ليس لها معنى بالنسبة للعمل على الكمبيوتر حيث يمكننا رؤية الرسم كاملا او جزء منه او المبنى كاملا او تفصيلة صغيرة منه. فيمكننا الانتقال من المقياس الحقيقى الى اى مقياس اصغر او حتى الى مقياس اكبر من الواقع فى ثوانى قليلة. فنحن دائما نعمل من خلال المقياس الحقيقى و الذى يتغير هو نقطة نظرنا.
عندما يعمل المصمم مع مقياس معين يصبحون مع مرور الوقت لديهم خبرة فى تقدير الابعاد فى هذا المقياس بدقة معقولة. و هو ما يعتبر مهارة تصميمية هامة لانها تمكن المصمم من تقدير الاحجام و المقاسات بدون قياس. اما بالنسبة للصورة على شاشة الكمبيوتر التى تتغير باستمرار فانها تتعارض مع هذه المهارة التصميمية. و يمكن التغلب على ذلك عند وجود عناصر ذات ابعاد معروفة فى الرسم التى تعمل كمرجع لتقدير الابعاد و المسافات. و يوفر الكمبيوتر امكانية معرفة الابعاد و المساحات و المسافات فى اى وقت و بدقة كاملة و سرعة عالية.
6- السرعة و المراجعة Speed and Feedback
زيادة كفاءة العمل هى اهم اسباب (اكثر الاسباب شيوعا) استخدام الكمبيوتر فى التصميم المعمارى. و المستخدم الخبير للكمبيوتر ينتج الرسومات اسرع من الرسم اليدوى و لكن الفرق ليس فقط فى سرعة انتاج الرسومات. فاختصار الوقت الحقيقى هو فى استخدام مكتبة الرسومات المتوفرة و فى مراجعة الرسم عمل اى تعديلات مطلوبة بسرعة فائقة. اختصار وقت اعادة الرسم و الخطوات المكررة من خلال استخدام الرموز و مكتبات الرسومات Drawing Libraries المتوفرة تساعد طريقة تفكير المصمم افضل من الطريقة التقليدية. التصميم و الانتاج يصبحون اكثر كفاءة عند استخدام الكمبيوتر. و الرسم المعتمد على العناصر بدلا من الخطوط يوفر امكانية عمل المرادفات بسرعة كبيرة و فى مراجعة التصميمات و عمل التعديلات و التغييرات المطلوبة مما يعطى مجال اكبر لاختبار و تجربة الافكار. و القدرة على تجميع و تغيير الرسم بسرعة تشجع على استكشاف افاق جديدة فى التصميم. و رؤية تأثير التغييرات على التصميم و ازالة اى شكوك حول التصميم. فكلما ننظر الى مرادفات اكثر نجد حلول افضل فى مراحل مبكرة من التصميم.
استخدام الكمبيوتر يتيح سرعة عمل المرادفات التصميمية
7- التخطيط قبل الرسم Planning Before Drawing
الرسم اليدوى لا يتطلب تخطيطا كبيرا فى البداية فالمهم هو اختيار نوع الورق و القلم المناسب و مقياس الرسم المناسب حتى نتمكن من بدء العمل. اما رسومات الكمبيوتر و الرسومات المركبة التى تستخدم الطبقات و مكتبات الرسومات و طرق مراجعة و تطوير التصميم تتطلب تخطيطا جيدا قبل بدء العمل. فالرسم المنتج بالكمبيوتر الذى يعتمد على الرسم بالعناصر قد يبدو مشابها للرسم اليدوى الذى يعتمد على الرسم بالخطوط و لكن له تركيب داخلى معقد مختفى تماما عن نظر المصمم. لذلك فمميزات استخدام الكمبيوتر ليست سهلة المنال اذ يجب تصميم الرسم و التخطيط له قبل انتاجه.
و التخطيط قبل الرسم يتناسب مع الهدف المطلوب الوصول اليه من انتاج الرسم. لذلك فمن البداية يجب ان تكون لدينا فكرة واضحة عن اهداف الرسم المطلوب انتاجه و ما هو مستوى التفاصيل المطلوبة و اهميتها و ما هو حجم اللوحة او اللوحات المطلوب طباعتها و العلاقة بين اجزاء الرسم مع بعضها البعض و الطبقات المطلوب استخدامها. اذا تم اخذ هذه الاشياء فى الاعتبار يمكن انتاج رسومات بسيطة او معقدة حسب الحاجة و الابتعاد عن انتاج رسومات مركبة لا لزوم لها.
8- الرسومات الذكية Intellegent Drawings
بما ان الرسومات مخزنة داخل الكمبيوتر فى صورة قاعدة معلومات فمن الممكن اضافة رموز و مواصفات و كميات اليها. فكل عنصر من عناصر الرسم يمكن الحاقه بمعلومات يمكن رؤيتها او اخفائها من الرسم. و عندما نريد رؤية قائمة بالعناصر المستخدمة فى الرسم و المعلومات الملحقة بها تتكون لدينا جداول متكاملة من العناصر كاملة بامواصفاتها و كمياتها و تكلفتها التقديرية. و من الممكن ترتيبها باى طريقة مطلوبة.
الرسومات الذكية توفر قواعد معلومات مع العناصر
الرسومات الذكية هى اكثر من رسومات فقط. فعندما تتوفر لدينا معلومات كافية يمكننا انتاج رسومات و جداول و مواصفات و تكلفة تقديرية فى لحظات مما يوفر الجهد الاضافى و امكانية حدوث اخطاء كما هو الحال فى الطريقة التقليدية.
9- التفاعل مع العميل Interaction with Client
من اهم ما يعدنا به التصميم بمساعدة الكمبيوتر هو ان نستطيع التصميم مع العميل اثناء مناقشة المشروع. و ربما لا يرضى ذلك العديد من المصممين الذين يفضلون العمل مع افكارهم فى خصوصية و اختبار جدواها قبل تقديم الحلول للعملاء. و لكن هذا التفاعل قد يوفر الكثير من الوقت على المعمارى فى اتخاذ قرارات غير مناسبة او غير مرضية بالنسبة للعميل و اضاعة الوقت فى تطوير التصميم فى اتجاه قد لا يلقى موافقة العميل بعد ذلك نتيجة العمل المنفرد للمصمم.
و يوفر استخدام الكمبيوتر مراجعة العميل للمرادفات المختلفة و الاطمئنان على وصول المصمم الى افضلها و مراجعة تطوير التصميم و عمل التعديلات بسرعة بعد ذلك. و كذلك يوفر استخدام الكمبيوتر مجال افضل لتعريف العميل بالجوانب المختلفة للتصميم حيث ان الصور المنتجة تكون اقرب للواقع و لاسلوب استيعاب غير المتخصصين عن الرسومات المعمارية المعقدة و المتخصصة و التى قد لا يتفهمها اغلب العملاء.
سواء كنا نستخدم الرسومات الممثلة بالخطوط او النماذج المظللة او الصور الحقيقة الملونة فالعرض المقدم بالكمبيوتر تسمح للعميل بالمشاركة الفعالة فى نسق التصميم. فالتصميم بالكمبيوتر يسمح لنا بالنظر الى اى عنصر من عناصر التصميم.
و هناك تخوف ان تزايد المعلومات فى الرسومات يتطلب من العميل اتخاذ قرارات اكثر مما يقوم به الان. و العملاء حاليا يعانون من الاختيارات الكثيرة التى يجب عليهم اتخاذها فى كل شئ من درجة لون الزجاج الى شكل الشباك الى مقابض الابواب. فهل يمكن ان تكون قوة الاداة الجديدة و مصادر البيانات تسبب تضخم المعلومات و تشابكها التى على المعمارى ان يتعامل معها.
و هناك تخوف آخر ان تزايد و سهولة استخدام بحيث يقوم العميل باستخدام تلك البرامج بنفسه و الاستغناء عن المعمارى و المهندس.
10- رسومات و نماذج البعد الثالث 3Dimensional Drawings and Models
البرامج التى تتعامل مع البعدين فقط هى امتداد للرسومات التقليدية و لكن عند اضافة البعد الثالث تظهر طرق جديدة للعمل لم تكن موجودة قبل ظهور الرسومات الاليكترونية. العديد من برامج الكمبيوتر توفر امكانية تحويل الرسومات ثنائية الابعاد البسيطة الى رسومات البعد الثالث بحيث يصبح المسقط الافقى عبارة عن حجوم و الواجهات حوائط. و يمكن اختيار الرؤية من اى اتجاه احداثى او رسم منظور حقيقى من اى زاوية. و هذا يسمى الاسقاط ذو البعدين و نصف حيث يتم رفع الخطوط و النقط لتعطى مظهر الحجوم. و غالبا ما يتم اظهار الصورة فى هيئة خطوط تحدد المستويات.
البعد الثالث كخطوط ممدودة
البعد الثالث كخطوط مختفية
البعد الثالث كمسطحات مظللة
و اخفاء الخطوط خلف المستويات القريبة يمكن ان يتم اوتوماتيكيا او عند الطلب لتوفير رؤية حقيقية اكثر للمبنى. وهو ما يوفر تأثير اقوى على عملية التصميم. و الرسم فى البعد الثالث يوفر انتاج رسومات لها غلاقات مباشرة بين المسقط الافقى و الواجهات و القطاعات و المنظور. فعند عمل اى تعدلات فى واحدة منها تظهر مباشرة فى الرسومات الاخرى. و النتيجة هو تعبير حقيقى و دقيق لكل المعلومات التى تم رسمها. و المجسم يمكن رؤيته من اى نقطة داخليا او خارجيا.
التكامل بين الاسقاطات المختلفة
البعد الثالث من اى زاوية
استرتيجيات التصميم المعمارى بمساعدة الكمبيوتر
التصميم المعمارى يعتمد على قدرات المهندس المعمارى فى تصور و تسجيل الحلول التصميمية. الادوات و الوسائط اجزاء هامة من هذا النسق و اذا لم تكن مناسبة يمكن ان تعيق الطريق و اذا كانت جيدة يمكن ان تساعد على اطلاق القدرات الابداعية للمصمم. فى بعض الاحيان تؤثر ادوات التصميم على التصميم نفسه. فاذا استخدمنا الطين كمادة لعمل نموذج التصميم فانها تؤثر عليه فيما لو تم عمل التصميم مباشرة على الورق. فالمادة تشجع على التعامل مع اشكال معينة. و سوف يختلف التصميم اذا تعاملنا مع مادة اخرى مثل الخشب او الورق المقوى مثلا. (يمكن عمل تجربة التصميم باستخدام مواد مختلفة Material and Design) ( او تجربة اخرى للتصميم باستخدام وسائط مختلفة ورق و كمبيوتر و نماذج Media and Design)
و مختلف ادوات التصميم بمساعدة الكمبيوتر تؤثر على نسق التصميم (العملية التصميمية) بطرق مختلفة. اذا اتخذنا من الكمبيوتر المدخل للتصميم اذا يجب علينا تطوير الاسترتيجيات التى تساعد عملنا.
1- المسقط الافقى و الوظيفة Plan and Function
منذ بداية حركة الحداثة و تعبير العمارة الوظيفية يستعمل لوصف المبانى بطرق مختلفة. فى البداية كانت تتخذ لوصف المبانى التى لها هيئة الماكينات فى دعمها للانشطة و بساطة التفاصيل. و بعد ذلك اتخذت لوصف المبانى المبسطة بكل انواعها. و بصفة عامة يمكننا تعريف طريقة التصميم الوظيفى بانه التصميم الذى يستخدم مبادئ التنظيم و متطلبات الفراغ كأساس للتصميم.
و طريقة التصميم التى تعتمد على تنظيم الانشطة عن طريق تطوير المساقط الافقية يمكنها ان تستفيد كثيرا من برامج الرسم فى البعدين للتصميم. حيث يمكن حساب المسطحات بسهولة و نقل الغرف و الحوائط و الابواب و الشبابيك حسب الحاجة و سهولة تجميع المكونات الفراغية. و يمكن الانتقال من الدياجرامات لتطوير المساقط بدون الحاجة لاعادة رسم كل قطعة.
تصميم المسقط الافقى المعتمد على الوظيفة يخدم كأساس لدراسة الواجهات و القطاعات و المواد و التفاصيل. فبينما يعمل المصمم على تطوير المسقط الافقى يقوم بتصميم مبنى فى البعدين ثم يبدأ فى عمل الواجهات و القطاعات بعد ذلك بدون مراعاة العلاقات ثلاثية الابعاد و الموضوعات البصرية. و طبيعة عمل برامج الرسم فى البعدين يمكن ان تشجع المصمم على للعمل فى البعدين فقط و مشكلة تلك البرامج هو انه من الصعب التعامل مع القطاعات خصوصا على تلك البرامج بالاضافة لانها تعطى مظهرا كاذبا ان التصميم مكتمل بتكامل المسقط و هى خطورة كامنة فى تلك البرامج التى تتعامل مع البعدين فقط فى التصميم. و فى كثير من الاحيان يتطلب الامر مجهود عقلى اكبر للتعامل مع البعد الثالث من خلال تلك البرامج عن الرسم اليدوى.
و يمكن لاستراتيجية التصميم الوظيفى فى البعدين الاستفادة من اى برنامج رسم او نمذجة التى تتيح التعامل مع البعد الثالث من خلال المسقط الافقى. فبمراجعة البعد الثالث يمكننا مراجعة تعديلات المستويات و الادوار و ارتفاعات الاسقف اثناء تطوير المسقط الافقى بدلا من الانتظار حتى ينتهى التصميم. و التعامل مع البعد الثالث اثناء العمل فى البعدين يمكننا من تحقيق القول المأثور "الشكل يتبع الوظيفة Form Follows Function".
2- الشكل و الفراغ Form and Space
هناك مداخل كثيرة للتعامل مع عمارة الاشكال و هناك العديد من برامج الكمبيوتر التى تتيح التعامل مع البعد الثالث. و فيما يلى بعض استرتيجيات التعامل مع الشكل:
2-1- الشكل الخارجى Exterior Form
مداخل التصميم التى تتعامل مع الشكل الخارجى الهندسى او النحتى تتعامل مع المبنى كعنصر مستقل او تكوين من الاشكال البسيطة. و هذه الطرق تنتج مبانى بسيطة ناعمة ذات غشاء متين او ميانى مركبة تتعامل مع مؤثرات الموقع و النواحى الوظيفية.
و عمل النماذج فى البعد الثالث مناسب جدا لهذا المدخل التصميمى حيث ان عمل النماذج هو اسهل فى استخدام الاشكال البسيطة. و عمل النماذج السريعة يمكن ان يكون اسهل باستخدام برامج الكمبيوتر التى تعتمد على النماذج بالاشكال الاساسية. و على خلاف النماذج المادية فالنماذج الاليكترونية يمكن استخدامها لاضافة التفاصيل و عمل الدراسات البصرية المختلفة و الظلال و استكشاف علاقة الفراغ الداخلى بالخارجى و بمقاييس مختلفة. و التطوير المتزامن بين الفراغ الداخلى و الخارجى يتيح التكامل بين الخارج و الداخل.
2-2- الفراغات Spaces
طرق التصميم التى تهتم بالكتلة و الفراغ يركز على المحيط و اشكال الفراغ و استخدام المستويات لتحديد طبقات الفراغات. و برامج الثلاثة ابعاد و النماذج مفيدة لطرق التصميم الفراغى. فاذا بدأنا بمسقط افقى يمكننا تحويله الى بعد ثالث بتغيير ارتفاع كل حائط للارتفاع المناسب. و هناك العديد من البرامج التى تتيح رسم الحوائط فى البعد الثالث مباشرة. و بالتحول بين المسقط الافقى و الزوايا المختلفة للمنظور يمكننا تقييم الفراغ و تأثيره على قرارات التصميم المختلفة.
2-3- التصميم البنائى Constructional Design
مدخل التصميم البنائى يعتمد على طرق التصميم المناسبة لكل نظام بنائى و ينتج اشكال مختلفة حسب مادة الانشاء المستخدمة (خشب - طابوق - حديد - خرسانة - الخ) و هذا المدخل يركز على التميزات بين مكونات البناء المختلفة: العناصر الانشائية الاساسية - العناصر غير الحاملة - العناصر الثانوية المحيطة - العناصر القابلة للتغيير - الخ.
و وجود الطبقات المتوفرة فى برامج الكمبيوتر يساعد على تحقيق هذا النظام المتدرج بالسماح بتحديد و تجميع مختلف العناصر معا. فيمكن وضع العناصر الانشائية الاساسية فى طبقة و العناصر غير الحاملة فى طبقة اخرى و هكذا مما يمكن من تصور نظام البناء مع تطور مراحل التصميم و يمكن توصيل تلك المعلومات بطباعة الطبقات التى تحتوى على عناصر البناء المختلفة منفصلة.
و مكتبات الرسومات المنظمة بطريقة متدرجة حسب انواع المواد يمكن ان تكون مفيدة ايضا. مدخل التصميم البنائى كانت تستخدم النماذج المادية كأداة للتصميم مثل الخشب و الحديد للاعمدة و الكمرات و الواح من المواد المختلفة (البلاستيك مثلا) للحوائط الخرسانية. و يؤثر احتيار المواد على التصميم اكثر من اى مدخل آخر. البرامج المعتمدة على النماذج التى تستخدم الاشكال مناسبة جدا لهذا النوع من "التصميم بالاضافة". فيمكن تجميع المبانى من مكتبات الاشكال للاعمدة و الكمرات و اجزاء الحوائط و وحدات الشبابيك و قطاعات الارضيات و الاسقف و هكذا.
3- التخيل و المكان Image and Place
3-1- الزخارف و التفاصيل Ornamentation and Articulation
احد استخدامات مكتبات الرسومات هو تراكم التفاصيل القياسية و النماذج و عناصر الديكور و التفاصيل الانشائية التفصيلية. و هذه التفاصيل يمكن ان تكون خاصة بجهة العمل او مأخوذة من مصادر تاريخية الخ. و قد بدأ الاتجاه للزخارف و التفاصيل بعد التخلى عن البساطة الشديدة التى تميزت بها حركة الحداثة و التصميم بمساعدة الكمبيوتر يخدم هذا الاتجاه. و هناك ايضا اتجاه لتطبيق الابعاد القياسية على تلك الزخارف لتكون قابلة للتصنيع و التنفيذ بسهولة. و مكتبات الرسومات يمكن استخدامها فى انتاج عناصر بناء من خلال تقنيات التصنيع بمساعدة الكمبيوتر.
3-2- التصميم بمراعاة البيئة المحيطة Contextual Design
التصميم الذى يراعى الجوار و يتعامل مع البيئة المحيطة من خلال تصميم الموقع و الكتل و المقياس و التفاصيل يمكنه الاستفادة من برامج الكمبيوتر فى رؤية تأثير التصميم على البيئة المحيطة و تأثير القرارات التصميمية على المحيط فى المسقط الافقى و الواجهات و القطاعات و خصوصا فى البعد الثالث. و بالطبع فانه من الصعب اعادة رسم المبانى المحيطة بمقاييس مختلفة و صعوبة رسم المواقع و خاصة الكبيرة منها بصورة كاملة. لذلك يكون الكمبيوتر مفيدا و خاصة فى امكانية تغيير المقياس بسهولة كبيرة و رؤية العمل كاملا اثناء التصميم. و بالاضافة الى رسم المبانى المجاورة فى المسقط الافقى فمن المفيد رؤية المساقط الافقية بالنسبة للبيئة المحيطة سواء كانت حى سكنى او مدينة او منطقة. الواجهات و القطاعات للمبانى المجاورة و ظروف الموقع يمكن ان تكمل الرؤية العامة للبيئة المحيطة.
و يمكن استخدام نماذج البعد الثالث فى رؤية التصميم فى وسط البيئة المحيطة فى اى وقت و من اى زاوية و بأى مقياس و هى افضل فى ذلك من النماذج اليدوية. فالنماذج التى تعتمد على الاشكال الاساسية بدون تفاصيل يمكن رسمها بسرعة و يمكن انتاجها فى بداية اى مشروع. و بتوافر النماذج الخاصة بالمدن فلن يكون هناك مبرر للتصميم بدون مراعاة البيئة المحيطة. و بوجود نماذج البيئة المحيطة خلال العملية التصميمية يصبح من الصعب تجاهل تأثير قرارات التصميم على المكان.
4- التوحيد القياسى Standardization
التصميم بمساعدة الكمبيوتر يجعل الرسم و عمل النماذج اسرع و اكثر كفاءة و هناك حوافز قوية لاستخدام مكتبات الرسومات الموحدة و الاشكال و التفاصيل المتكررة. و بالطبع هناك ميزة لامكانية حفظ و اعادة استخدام الرسومات القديمة و لكن هناك شك ايضا فى فوائد استخدام الكمبيوتر فى التصميمات الغير متكررة.
التكرار يمكن استغلاله فى انتاج عمارة مناسبة التكاليف و متجانسة الشكل و جميلة التصميم او انتاج عمارة مملة و مكررة و رخيصة التكاليف. و هذا بالطبع ليس نتيجة استخدام الاداة (الكمبيوتر) و لكنه نتيجة الاداء و المؤدى (المعمارى). و بالرغم من سهولة التكرار باستخدام الكمبيوتر فالتكرار كان دائما وسيلة للوصول الى التجانس البصرى و الكفاءة الانشائية قبل وجود الكمبيوتر بزمن طويل. و التكرار يمكن استخدامه بوسائل كثيرة دون الوصول للملل.
و التوحيد القياسى من الوسائل المتبعة فى صناعة البناء منذ زمن طويل و قد تعلم المهندسون استخدام المكونات المعتمدة على التوحيد القياسى لانها اقل كلفةللتصميم و البناء. منذ الستينات تم تطبيق قواعد التوحيد القياسى على العديد من مكونات البناء و يتزايد استخدامها مع مرور الزمن.
التغييرات المتوقعة فى المهنة و التصميم
الوسيلة الجديدة ليست اضافة للوسائل القديمة و لا يمكن ان تترك ما سبقها دون تغيير.
الادوات و الوسائل الجديدة تغير من طبيعة عمل و حياة الانسان الذى يخترعها. فالقاطرة البخارية و السيارة و الهاتف و غيرها مما اخترعه الانسان لم تكن اضافة فقط للادوات التى استخدمها و لمنها غيرت من طبيعة حياته و انشطته و عمله. و الكمبيوتر ليست فقط اضافة لما كنا نعرفه من قبل و لكنه اداة غيرت و مازالت تغير من اسلوب حياة الانسان.
نحن الان فى عمق عصر المعلومات الاليكترونية. و انخفاض التكاليف سوف يؤدى الى سهولة الحصول على الادوات الاليكترونية القوية. و لن يؤثر ذلك فقط على تحسين كبير فى اسلوب تقديم الخدمات و لكنه سوف يعيد تعريف كلمة المعمارى. و على خلاف اى تحولات تعرضت لها المهنة من قبل (حتى التحول الى مهنة فى نهاية القرن التاسع عشر او ازدياد التخصص فى المهنة بعد الحرب العالمية الثانية) فالتغيرات نتيجة المعلومات الاليكترونية تحدث بسرعة كبيرة. و يجب على ممارسى المهنة تبنى تلك الادوات و الا سوف يقوم آخرون بعملهم.
التصميم المعمارى و الرسم هما من المهن التقليدية التى لم يطرأ عليهما تغيير كبير طوال المائة عام الماضية. و دخول الكمبيوتر فى مهنة العمارة يصحب معه تغييرات مثلما احدث ظهور الطباعة فى صناعة الكتب فى العصور الوسطى. و يميل المصممين و الرسامين الى تطبيق الرسم بالكمبيوتر على العمارة بنفس طرق الرسم اليدوى التى تعودوا عليها فى عمل الرسومات و اللوحات و انتاج العمل لانه ليس من السهل التعرف على استخدام الوسائل الجديدة بطريقة فعالة فالامر يتطلب وقتا للتعلم و الانتاج بكفائة.
و بعد سنوات قليلة سوف يتغير مفهوم الرسم بالقلم و الورقة (رسم الخط تلو الاخر) و يصبح مثل الطريقة القديمة لنسخ الكتب باليد. و حتى ذلك الوقت فنحن نمر بمرحلة تغيير مؤقتة ينبغى علينا خلالها تعلم استخدام الوسائل الجديدة غير التقليدية - ليس فقط لانها لابد منها و انها هى المستقبل و انما ايضا - لانها مفيدة و تكون اكثر فائدة كلما اكتشفنا طرق افضل لاستغلالها.
استخدام الكمبيوتر فى العمارة يحدث تحول يتطلب ليس فقط تعلم مهارات جديدة و انما ايضا مبادئ جديدة و مفاهيم جديدة. و لسوف يظل المعمارى هو الذى ينتج العمارة و ليس الكمبيوتر و انما السؤال: هل يمكننا انتاج عمارة افضل باستخدام الكمبيوتر؟
التصميم الاليكترونى يمكن ان يستخدم فى تحسين الرسم الذى هو اداة اساسية فى التصميم المعمارى. و الرسم الاليكترونى يوضح التكوين الاساسى للتصميم المعمارى فى البعدين و الثلاثة ابعاد. و بزيادة قدرتنا على الرؤية و مجالات استكشاف و تسجيل التصميم فسوف يقودنا الى افاق جديدة لم يكن باستطاعتنا خوضها من قبل.
1- المكتب المعمارى الشخصى المتنقل
سوف تتيح التقنية الجديدة ظهور المكتب المعمارى الشخصى المتنقل المكون من شخص واحد يقوم بكل المهام و الذى يتصل بجميع مصادر المعلومات والعملاء عن طريق شبكات الاتصالات و لن يحتاج الى مكان كبير او مكتب فسوف يستطيع العمل من منزله. و يتصل بالعملاء و مواقع العمل و شركات التنفيذ و التوريد عن طريق شبكات الاتصالات. و سوف يستطيع بالاتصال بقواعد المعلومات المختلفة الحصول على الرسومات و البيانات و التحليلات و التصورات اكثر من اى مكتب كبير اليوم. و سوف يستطيع متابعة التنفيذ بالموقع و ادارة و توجيه العمل بدون الحاجة للذهاب للموقع نفسه.
الكمبيوتر و الاتصال بالجهات المختلفة
2- تحسين الكفائة و النوعية Efficiency and Quality
سوف يجعل الكمبيوتر ممارسة مهنة العمارة اكثر انتاجية و كفاءة و سوف يغير المفهوم الاساسى لكل من التصميم و الرسم. و كثير من المعماريين قلقون ان الطرق المعروفة سوف تزول و تحل محلها طرق ميكانيكية عديمة المشاعر و الانسانية و ان التصميم سوف يتم الاستيلاء عليه بالكمبيوتر و يتم الاستغناء عن الانسان. و هى اسباب وجيهة للقلق بالطبع. فالادوات من المفروض ان تخدم اهداف مستعمليها و ليس تنحيتهم و تحديدهم.
حرفة الرسم هى مكون اساسى لممارسة التصميم. فمن الرسومات الابتدائية (الاسكتشات) الى الرسومات الدقيقة فان الرسم يخدم كوسيلة لاستكشاف الافكار و توصيلها. و هو طريقة للتسجيل المباشر و تحسين و تفسير و توضيح ما نراه او نتخيله. و من المهم ان تساعد اداة الرسم الجديدة فى تطبيق هذا النسق لانها اذا اخفقت فسوف تعرض العملية التصميمية للشلل.
و مقارنة رسم بالكمبيوتر و رسم باليد يبدو لنا رسم الكمبيوتر اكثر ميكانيكية فمن الصعب عمل الكروكيات الصغيرة التى يمكن عملها باليد. فالرسم الحر باليد سوف يظل دائما جزء هام من التصميم و فى احيان اخرى سوف يكون استغلال امكانيات الكمبيوتر مفيدة فى استكشاف و تفسير التصميم اكثر من الورقة و القلم. و المهم هو معرفة متى تكون مساعدة الكمبيوتر مناسبة و متى يكون استخدام القلم افضل فى اداء المطلوب. فدور الكمبيوتر ليس محصورا فى الرسم و ليس العمل اليدوى محصورا فى عمل الاسكتشات فالاثنين هما افضل و اكفاء معا من خلال نسق التصميم.
مقارنة بين رسم باليد و رسم بالكمبيوتر
الوسائل التى تستخدم لتحسين الكفاءة من الممكن ان تستخدم لتقليل النوعية. و لكن من الخطاء ان الاثنين متلازمين (تحسين الكفاءة و تقليل النوعية) فالرغبة فى انتاج الكثير فى اسرع وقت تؤدى بابلعض الى التخلى عن النوعية. و التصميم بمساعدة الكمبيوتر يمكن استغلاله فى تحسين النوعية.
3- ادوات جديدة و استراتيجيات جديدة فى التصميم
الكمبيوتر وسيط مختلف تماما عن القلم و الورقة او الالة الكاتبة. (و يتعجب البعض ان يجلس شخص الى لوحة مفاتيح و فأر بلاستيكى ينظر الى شاشة تليفزيونية و ينتج تصميما معماريا بدلا من ان يجلس على لوحة الرسم و يستخدم الورق و الاقلام) فنحن نتبنى طرق عمل جديدة مع الادوات الجديدة. و ع تغير طرق التصميم و الرسم تتغير العمارة و المبانى التى ننتجها و دور المعمارى يتغير ايضا. و عندما ننظر الى المستقبل يمكننا رؤية بعض المصاعب التى تنتظرنا و نستغل الفرص القادمة ايضا.
و التساؤل المطروح هو هل باستطاعتنا تحسين الطريقة التى نصمم و نبنى بها؟ فهناك طرق لممارسة العمارة لم نكن نفكر بها من قبل

للمزيد تابع من الرابط التالي
http://knol.google.com/k/mohamed-mosbah/-/18nkunh5qo6ja/6
إدا عجبك الموضوع المرجوا نشره :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ادخل بريدك الالكتروني ليصلك كل جديد

Delivered by EgArch

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Designed By MOSBAH.. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

دعمنا بضغطه وحده علي الصوره

M3MARY

 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. EG ARCH - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة عبان رضوان