الصفحة الرئيسية » » المصادر والأسس التي تعتمد عليها عملية التشكيل والتركيب في العمارة

المصادر والأسس التي تعتمد عليها عملية التشكيل والتركيب في العمارة

كتب الموضوع بواسطة Unknown on الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011 | 6:01 م

إن عملية التكوين في الحقيقة تبدأ من اللحظات الأولى التي يستلم فيها المعمار متطلبات المشروع التصميمي أي في هذه اللحظة تبدأ أفكاره تتمحور حول كيفية تصميم المبنى معتمداً على خبراته السابقة وبذلك يتم التصور الأول لمشروعه وبعد إجراء الاستكشافات والخوض في غمار العملية التصميمية يتمكن من التوصل إلى البدائل التصميمية التي تستند في إعدادها على ما يلي :-

1-المعنى العام للمبنى من وجهة نظر المستخدم والناظر والذي يتمكن من خلاله المعمار أن يقوم بصياغة الشكل Form الذي يرتبط ارتباطا وثيقاً بالمعنى .

2-الأهمية النسبية للمعنى والتي يتطلب التعبير عنها بالأسلوب الذي يختاره المعمار كأن يكون تجريدي أو تركيبي أو صريح أو اختيار مجموعة من العناصر .

3-وضع قواعد إنشائية سواء كانت هذه القواعد تخص اختيار مواد البناء أو نظم البناء والتي يمكن من خلالها المعمار التعبير عن المعنى سواء كان هذا التعبير بصرياً أو في التكوين العام للفضاءات أو لكل حيز فضائي في المبنى .

وعليه فإن هذه المبادئ أو الأسس الثلاثة تشكل بداية الحل المعماري السليم وأن أي خطا يحدث في أي مرحلة منها أو في جزء منها يؤدي إلى خطأ في الحل للمشكلة التصميمية سواء كان هذا الخطأ في الفكرة Concept أو في التعبير عنها بصرياً Visually أو انشائيا أما من حيث الطراز الذي يتباه المعمار في تغير البيئة المشيدة فإنه يبقى أسيرا لاتجاهين أساسيين :-

الأول : هو مسايرة الطراز الحالي ومحاكاة العمارة المحلية بعناصرها .
الثاني : التجديد والتفكير بإعطاء أشكال جديدة قد تكون عناصرها انتقائية أو اصطفائية أو تجريدية عن طريق إتباع إحدى مدارس التشكيل في العمارة .

ولكن هذا الصراع بالحقيقة لا يشكل نقطة خلل في التفكير المعماري وسير العملية التصميمية حيث أن النتائج المعماري في تغير مستمر وهذا التغير بحد ذاته يحتاج إلى تغيير في معتقدات الأفراد وقيمهم ولكن المشكلة تكمن هنا في سرعة حركة التغيير فالنتاج المعماري رغم كونه يرتكز على أسس فكرية إلا أنه سريع التغير كونه مادي ولكن الأفراد بمعتقداتهم ذو سرعة أقل كونه معنوي وهنا تنشأ مشكلة التكيف بين النتاج وبين المعتقدات التي قد تأخذ فترة زمنية ربما تطول أو تقصر حسب الزمان والمكان ولكن المعمار يتمكن أن يتجاوز هذا الصراع بإدخال مبدأ المرونة في عملية التكوين للفضاءات المعمارية واستخدام المواد الجديدة والنظم الجديدة وتغيير التكوين للواجهات أي التأثير في الجانب البصري عن طريق انتخاب عناصر مستنبطة من التراث المعماري وإعادة تشكيلها 1976 Jencks .

ولنضرب مثلاً على ذلك ما حدث في تصميم أوبرا سدني حيث اعتمد المصمم الشكل الهيكلي الغريب عن المباني السائدة حيث أعطى الأولوية للهيكل الإنشائي أنا تصوره فقد اعتمد على أساس التعامل مع البيئة المحيطة واستنباط أشكالا منها ولكن في الحقيقة إن هذا الشكل الذي تبناه المعماري والذي برر استخدامه فنيا بأنه يشكل المعالجة الفنية للصدى في مباني الأوبرا ولكنه سبب صعوبات إنشائية كبيرة للمصمم استغرقت فترة زمنية طويلة لحلها ، ولكن عملية التقييم النهائي لها قد أفرزته كمبنى مهم في الحركة المعمارية المعاصرة لذا فإن تخيل المعمار للمبنى والذي استنبطه من شراع السفن التجارية قد جاء التعبير عنه منسجما مع الموقع وأن هذا التصور قد دعمه الهيكل الإنشائي فجسد عظمة المبنى وبرز ذكره في تاريخ العمارة المعاصر لذا فإن عملية التصور للشكل لا تنبثق من فراغ بل هي وسيلة للاتصال والمحاكاة مع البيئة بل هي عملية استنباط منها تعتمد بالأساس على كافة العوامل كالموقع والتكولوجيا وطبيعة المبنى ونوعية الحل المطلوب
إدا عجبك الموضوع المرجوا نشره :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ادخل بريدك الالكتروني ليصلك كل جديد

Delivered by EgArch

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Designed By MOSBAH.. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

دعمنا بضغطه وحده علي الصوره

M3MARY

 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. EG ARCH - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة عبان رضوان